اسم الكاتب: Gerrit Kurtz
رابط الدراسة: https://www.swp-berlin.org/en/publication/horn-of-africa-time-for-preventive-diplomacy
تاريخ النشر: 22 مارس 2025
المصدر: معهد Stiftung Wissenschaft und Politik (SWP) – المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية
مقدمة
تتناول الدراسة التي كتبها الباحث Gerrit Kurtz، والمنشورة من قبل معهد SWP، الوضع المتدهور في منطقة القرن الأفريقي، مع التركيز على دولتي إثيوبيا وجنوب السودان. تحذر الدراسة من مخاطر تصاعد النزاعات المحلية إلى أزمات إقليمية، وتدعو إلى تعزيز الدبلوماسية الوقائية على المستوى الدولي لاحتواء هذه التطورات. يقدم الكاتب تحليلاً للتحديات الراهنة في كلا البلدين، مع اقتراحات عملية لتجنب تفاقم الأوضاع، مشدداً على دور أوروبا والجهات الفاعلة الإقليمية في هذا السياق.
مضمون الدراسة
- 1. الوضع في إثيوبيا وجنوب السودان: عمليات السلام في خطر تشير الدراسة إلى أن عمليتي السلام في إثيوبيا (منطقة تيغراي) وجنوب السودان تواجهان تهديدات جسيمة. في جنوب السودان، يتفاقم الصراع الداخلي بسبب التنافس على السلطة، خاصة مع اقتراب الرئيس سلفا كير (73 عاماً) من نهاية مسيرته السياسية، حيث يحاول تعيين صهره كخليفة محتمل. كما تثير الاشتباكات بين “الجيش الأبيض” (ميليشيا نوير) والجيش الوطني في منطقة أعالي النيل قلقاً متزايداً، خاصة بعد إسقاط مروحية تابعة للأمم المتحدة وقتل جنرال بارز. هذه التطورات تعيد إلى الأذهان الحرب الأهلية التي دارت بين 2013 و2018، والتي شهدت مشاركة “الجيش الأبيض” إلى جانب حركة المعارضة بقيادة ريك مشار، نائب الرئيس الحالي.
في إثيوبيا، تتناول الدراسة التوترات المستمرة في تيغراي، مشيرة إلى أن الصراعات المحلية قد تتسع لتصبح إقليمية إذا لم يتم احتواؤها. يرى الكاتب أن هذه التحديات تهدد استقرار المنطقة بأكملها، مما يستدعي تدخلاً دبلوماسياً عاجلاً.
- 2. ضرورة الدبلوماسية الوقائية على المستوى العالي
يؤكد Kurtz على أن الوقت قد حان لتفعيل دبلوماسية وقائية رفيعة المستوى لمنع تفاقم الأزمات. ويقترح نهجاً دولياً منسقاً يعتمد على تقسيم المهام بين الجهات الفاعلة الدولية والإقليمية:
الدول ذات النفوذ مثل تركيا والسعودية: يمكنها تخفيف التوترات على المستوى الحكومي الدولي.
الجهات الأوروبية: ينبغي أن تدعم الهيئة الحكومية الدولية للتنمية (IGAD) والاتحاد الأفريقي في جهود الوساطة المحلية.
يهدف هذا النهج إلى احتواء التصعيد ومنع تحول النزاعات المحلية إلى صراعات إقليمية واسعة النطاق.
- 3. التوصيات والدور الأوروبي
يدعو الكاتب أوروبا إلى لعب دور أكثر نشاطاً في دعم الدبلوماسية رفيعة المستوى في القرن الأفريقي. ويشدد على أن الوقاية من النزاعات لا تتطلب فقط ردود فعل على الأزمات، بل استراتيجيات استباقية تعالج الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار. ويحث على تعزيز التعاون مع المنظمات الإقليمية لضمان استدامة جهود السلام.
تحليل واستنتاج
تقدم الدراسة رؤية واضحة للمخاطر التي تواجه القرن الأفريقي، مع التركيز على إثيوبيا وجنوب السودان كبؤرتين للتوتر. يبرز الكاتب أهمية الدبلوماسية الوقائية كأداة لتجنب التصعيد، مشدداً على الحاجة إلى تنسيق دولي وإقليمي. الدراسة موجزة ولكنها عملية، حيث تقدم توصيات قابلة للتطبيق بدلاً من الاكتفاء بالتحليل النظري. ومع ذلك، قد يُنتقد النص لعدم الخوض في تفاصيل أعمق حول كيفية تنفيذ هذه التوصيات أو معالجة التعقيدات السياسية الداخلية في كل بلد.
الخاتمة
تُعد دراسة “القرن الأفريقي: حان وقت الدبلوماسية الوقائية” بقلم Gerrit Kurtz دعوة واضحة للتحرك العاجل لمنع تفاقم الأزمات في المنطقة. من خلال تحديد المخاطر وتقديم حلول عملية، تساهم الدراسة في تعزيز الوعي بضرورة التدخل الدبلوماسي الاستباقي، خاصة من جانب أوروبا والجهات الإقليمية. يبقى التحدي في ترجمة هذه التوصيات إلى إجراءات ملموسة تحقق الاستقرار في منطقة تعاني من تعقيدات سياسية واجتماعية عميقة.

