جاء في لقاء صحفي للمتحدث الرسمي بإسم الخارجية الالمانية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا السيد Dr. Dennis Kumetat مع صحيفة النهار بتاريخ 7 ديسمبر 2021م، تحديد وتوصيف لإلتزامات المانيا تجاه المنطقة العربية وقضاياها من وجهة نظر وزارة الخارجية الالمانية، حيث اشار الى ان المانيا ملتزمة بدعم الشعب اللبناني وكذا الدولة اللبنانية إلا ان هذا الدعم وحتى يستمر وينجح بحاجة الى التزام سياسي من كافة الأطراف والشخصيات السياسية اللبنانية وإخراج لبنان من المأزق الذي يعيشه حاليا وذلك عن طريق انفاذ الإصلاحات حتى لو رأى البعض إنها تهدد مصالحه، فهذه هي الطريقة الوحيدة لإثبات الجدية للمانحين والدائنين، وقال ان المانيا ترى ان الوضع في لبنان نتاج مزيج صعب من أزمة إقتصادية وسياسية مزمنة كل واحدة منهما افضت إلى الثانية، بالإضافة الى فترات طويلة من سوء الإدارة والمحسوبية الإقتصادية ، بحسب وصفه.
واضاف ان المانيا تتمتع بسمعة طيبة في المنطقة العربية وان كثير من الالمان لهم جذور عربية، وتطرق الى وضع اللاجئين مشيرا الى ان المانيا ترى ان من حق الإنسان العيش بكرامة في وطنه إلا ان هذا للأسف لا يحدث في مناطق مثل سوريا واليمن فالناس هناك مضطرون للعيش في ظروف صعبة وكارثية، ولذلك استقبلت المانيا منذ الحرب الأهلية في سوريا اعداد كبيرة من اللاجئن واصفا هذا القرار انه كان صحيحا وما زال، وان المانيا تقدم الدعم كلما كان ذلك ضروريا للسوريين وللدول المجاورة المستضيفة للاجئين سوريين وتتحمل عبئا كبيرا مثل لبنان والأردن وتركيا، وفي اليمن اشار الى ان المانيا تقدم مساعدات إنسانية كبيرة إلا انه اشار ايضا الى ان هناك نقص كبير في تمويل المساعدات الإنسانية لليمن وهو ما يستدعي دعوة الدول الثرية والمجاورة الى دعم هذه المساعدات الإنسانية، مع ادراك المانيا ان هذه المساعدات ليست الحل وانها فقط تحسن من الأوضاع المعيشية.
تحدث السيد Kumetat عن الحلول للأزمات في المنطقة من وجهة نظر المانيا، حيث اشار الى انه في البداية لابد من معرفة الاسباب التي ادت للهروب والهجرة والتي تتمثل بحسب وصفه بعقود طويلة من سوء الإدارة والنزاعات او في الغالب حلقة مفرغة من السببين، مشيرا الى ان الحل هو في الإتفاق السياسي وليس المزيد من التصعيد والذي سيؤدي لعودة المهاجرين طوعيا وبكرامة الى بلدانهم، واشار الى ان المانيا تعلم ان الكثير من اللاجئين لم يقوموا بالهجرة لأسباب النزاعات فقط بل انهم يبحثون عن فرص افضل للعيش لأطفالهم، ومن المروع ان هناك انظمة تستخدم اللاجئين كسلاح وتستغل أحلامهم بمعيشة افضل للضغط على اوروبا مثل النظام في بيلا روسيا، وهنا أكد السيد Kumetat على ان الطريق الى اوروبا بالتأكيد لا يمر عبر بيلا روسيا بل عن طريق التعليم، مشيرا الى الأحتياج الكبير في اوروبا لخريجي الجامعات والمتخصيين من اصحاب الكفاءات الا ان عدد المتقدمين لتأشيرة الدراسة الى المانيا من المنطقة العربية لا يزال منخفضا بالمقارنة مع بقية الدول.
بصورة عامة أكد على ان إلتزامات المانيا تجاه المنطقة العربية هي السلام والاستقرار والازدهار الأقتصادي وان هذا ما ادركته المانيا بعد الحروب الطويلة، حيث ان الاستقرار والمشاركة الجماعية تؤديان الى الإزدهار، وأشار الى الوضع في ليبيا والإلتزام الألماني هناك استطاع وعبر مؤتمرات برلين انهاء التصعيد بين طرابلس وبنغازي وان على الشعب في ليبيا ان يقول كلمته عبر الإنتخابات القادمة مؤكدا ان فرص نجاح هذه الإنتخابات ستكون اعلى اذا غادرت القوات الأجنبية والمرتزقة الأراضي الليبية، داعيا المجتمع الدولي الى مراقبة التطورات في ليبيا ومتابعة الوضع فيها.
كما تطرق الى حقوق الإنسان كأحد التزامات واهتمامات المانيا تجاه المنطقة العربية، مشيرا الى انها مادة رئيسية في الدستور الألماني وان المانيا مقتنعة ان حقوق الإنسان قضية عالمية وان المانيا تحاول تحسين الظروف من خلال المشاريع في هذا المجال إلا ان الدول بطبيعة الحال تضع حدودا لمثل هذه التحركات، كما أشار الى إلتزام المانيا في مجال المناخ وان هذا التهديد العالمي لا يتم مواجهته وتحمل اعبائه بشكل متساوي ولا عادل وان الدول التي تعاني الجفاف والجدب تؤثر فيها قضايا المناخ بصورة أكبر، ولذلك عملت المانيا بجد على وضع اهداف طموحة في مؤتمر جلاسكو كما زادت من انفاقها في هذه القضايا الى اكثر من الضعف خلال السنوات الثلاث الماضية ، مؤكدا ان الوطن العربي شريك أساسي لالمانيا في قضايا المناخ وشريك في الطاقة المتجددة وهناك الكثير من الفرص والإستثمارات التي تريد المانيا القيام بها مع دول عربية بصورة عاجلة.

