قامت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك بزيارة الى دمشق مع نظيرها الفرنسي، تعكس الزيارة اهتمام المانيا الكبير بسوريا والوضع الجديد فيها، وصرحت الوزيرة قبيل سفرها الى دمشق بأن نظام الأسد قد خلف عقود من القمع والفظائع التي ارتكبها والحرب الأهلية الرهيبة التي خاضها تركت جروحًا هائلة في نفوس ملايين الناس في سوريا. وبأن البلد قد أصيب بأكمله بالندوب نتيجة لهذا، وفي الوقت نفسه هناك الآن أملًا مبررًا في أن يكون المستقبل أفضل حيث انتهى الفصل المؤلم من حكم الأسد وبدأ فصل جديد، لكنه لم يُكتب بعد وبأن السوريين في هذه اللحظة لديهم الفرصة لأخذ مصير دولتهم بأيديهم مرة أخرى إغلاق الجروح العميقة المفتوحة.
كما عبرت في تصريحها عن رغبة المانيا في دعم انتقال شامل وسلمي للسلطة، وفي المصالحة بين أفراد المجتمع، وفي إعادة الإعمار، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية التي قدمتها المانيا لشعب سوريا دون توقف على مر السنين.
كما أوضحت ان رحلتها مع نظيرها الفرنسي وبالنيابة عن الاتحاد الأوروبي هي إشارة واضحة للسوريين حول بداية سياسية جديدة بين أوروبا وسوريا، وبين ألمانيا وسوريا، وأنها تمثل يد مدودة مع توقعات واضحة من الحكام الجدد.
شددت في تصريحها على انه لا يمكن ان يكون هناك بداية جديدة في سوريا إلا إذا أعطى المجتمع السوري الجديد لجميع السوريين، بغض النظر عن جماعتهم العرقية أو الدينية، مكانا في العملية السياسية، ومنحهم الحقوق وعرض عليهم الحماية، مشددة على الحفاظ على الحقوق في عملية الانتقال التي تجري الآن وان لا تقوضها المواعيد النهائية الطويلة بشكل مفرط قبل الانتخابات أو الخطوات نحو أسلمة نظام العدالة أو التعليم، وشددت على ان يتم التعامل مع الماضي، وإرساء العدالة وتجنب أعمال الانتقام ضد مجموعات سكانية بأكملها، وان لا يكون هناك للتطرف والجماعات المتطرفة مكان، مؤكدة على ان هذا أيضا في مصلحة أوروبا وألمانيا .
كما أوضحت في تصريحها قبيل سفرها الى سوريا ان المانيا تعلم من أين أتت هيئة تحرير الشام أيديولوجيًا، وماذا فعلت في الماضي، الا ان المانيا ترى أيضا الرغبة في الاعتدال والتفاهم مع الجهات الفاعلة المهمة الأخرى، مؤكدة على إن بدء المحادثات الأولية مع قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد هو علامة مهمة في هذا الاتجاه.
وأكدت على ان المانيا ستسمر في الحكم على هيئة تحرير الشام من خلال أفعالها وبانه يجب ألا ندع الفرصة لدعم الشعب السوري عند مفترق الطرق المهم هذا تفلت من أيدينا.
وأضافت بأن ألمانيا وشركائها الدوليين ملتزمون أيضًا بضمان عدم تعطيل العملية السورية الداخلية من الخارج ولتحقيق هذه الغاية، تم العمل على صياغة مبادئ مهمة في مدينة العقبة بالتعاون مع الأمم المتحدة وهذا يشمل احترام السيادة والسلامة الإقليمية من قبل جميع الدول المجاورة، كما حان الوقت لروسيا لمغادرة قواعدها العسكرية في سوريا وبأن الشعب السوري لن ينسى القصف الهائل وانتهاكات حقوق الإنسان، مشيرة الى ان بوتن كان هو الذي دعم الأسد لفترة طويلة، وهو الذي غطى على جرائم النظام ودعمها.
أوضحت ان هناك الآن هدف يتوق إليه الملايين من السوريين وهو أن تصبح سوريا مرة أخرى عضوًا محترمًا في المجتمع الدولي ووطن آمن لجميع شعبها ودولة عاملة ذات سيطرة كاملة على أراضيها توفر للناس الحماية والمساعدة التي يحتاجون إليها للعيش.

