اجرت شبكة رووداو الإعلامية لقاء مع السيد شتيفان شنيك المبعوث الألماني الخاص الى سوريا تناول فيها موقف المانيا ورؤاها حول الوضع في سوريا ومستقبلها، وفيما يلي أهم ما جاء في الحوار:
تطورات الأوضاع في سوريا:
أشار السيد شنيك ان الجميع تفاجأ بسرعة سقوط نظام الأسد، برغم إن نظام الأسد ضعيف وخاصة من الناحية الاقتصادية، فمع ميزانية لا تتجاوز ملياري دولار، كان يعتبر نظام أجوف وهش، عاجز عن البقاء إلا بفضل روسيا وإيران، وأشار الى انه كان هناك توجه بالانتظار الى ان تضعف إيران وروسيا، وحينها سيسقط النظام، كما أشار إلى أن ذلك حدث بعدد قليل جداً من الضحايا، وهذا كان مفاجأة إيجابية غير متوقعة، فسوريا الان في مرحلة جديدة ولم يؤد الوضع إلى كارثة إنسانية كبيرة، وهذا امر إيجابي جدا.
كما شدد على ان المانيا لم تكن تتوقع أن يحدث ذلك في هذا الوقت وبهذه السرعة، لكن نظام الأسد كان شديد الفشل، وكان مشلولاً، وفقد اتصالاته، حتى أدرك جميع الأطراف في النهاية أن نظام الأسد لن يستمر في المستقبل، لذلك سقط بسرعة كبيرة، وأشار الى ان ألمانيا أكدت سابقا بإن الوضع لا يتعلق بدمشق فقط وانما بكامل سوريا شمال الشرق، شمال الغرب، الجنوب وبالطبع دمشق، واكد انه علينا أن نتذكر الآن أيضاً أن القضية تتعلق بكل سوريا وجميع مواطنيها.
الموقف من هيئة تحرير الشام:
وفيما يتعلق بهيئة تحرير الشام أشار الى انها مدرجة على قائمة الارهاب من قبل الأمم المتحدة، وهو ما يجعله امرا ملزما لكل الدول أي ليس فقط في ألمانيا، بل في العالم كله، لأن هيئة تحرير الشام منظمة مدرجة على قائمة الإرهاب من قبل الأمم المتحدة.
واكد على ان هذه قائمة الأمم المتحدة، لذلك لا يمكن للدول إخراجها من القائمة وما فعلته الولايات المتحدة كان إشارة سياسية جيدة جداً بإلغائها مكافأة الكشف عن مكان القائد الشرع، وهذه خطوة جيدة ويرى السيد شنيك أن هذا هو الطريق السليم، لأنه في المستقبل سيكون هناك نقاش صعب في الأمم المتحدة، لأن أطرافاً أخرى مثل روسيا ستكون حاضرة على الطاولة، وان ما يهم الآن هو النظر إلى المستقبل وإيجاد سبل للعمل معاً.
التحديات التي تواجه الوضع الجديد في سوريا:
وفي إطار التهديدات التي تواجه الوضع الجديد في سوريا أشار الى ان التهديد الأول الذي يجب أن نتذكره ولا ننساه هو داعش، الذي ما زال موجوداً وما زال يبحث عن فرصة للعودة. لذلك هناك حاجة إلى العمل عن كثب على المستوى الدولي، وكذلك داخل سوريا حتى لا يتم ارتكاب خطأً ولا تترك فجوة لعودة داعش الذي هو عدو الجميع دون تمييز، سواء السنة، أو العلويين أو الدروز أو الكرد.
كما أشار الى هناك حاجة إلى هيكل أمني في سوريا منظم بشكل جيد، بحيث يعكس من جهة كل سوريا ومن جهة أخرى يحمي أمن سوريا بفعالية. لذلك هناك حاجة إلى عملية نزع السلاح وحل المجموعات المسلحة ودمجها في هيكل أمني جديد.
هذه ستكون واحدة من التحديات والمهام الرئيسة التي ستكون ألمانيا مستعدة لدعم أطراف الأمر الواقع والآخرين فيها، للتوصل إلى اتفاق وإنشاء بيئة أمنية جديدة من هذا النوع في سوريا يمكنها محاربة داعش وفي نفس الوقت تشمل جميع الأطراف السورية.
مستقبل الديمقراطية في سوريا:
وفي سياق الحديث عن مستقبل الديمقراطية في سوريا أشار السيد شنيك الى ان الديمقراطية عملية مستمرة كما في ألمانيا وأميركا حيث يجب أن يكون هناك نضال باستمرار من أجلها ويرى ان الوقت قد حان لبدء العملية لمحاولة تطبيق الديمقراطية. كما أشار الى الاحتياج إلى حوار وطني يستند إلى القيم الديمقراطية، موضحا ان مشروع سوريا الجديدة لا يشمل فقط المجموعات التقليدية، بل يشمل أيضاً الشباب والشيوخ والرجال والنساء، حتى يشارك الجميع في المجتمع والتنمية الاقتصادية، وهو أحد أهم القضايا والتحديات لمستقبل سوريا إلى جانب الديمقراطية، وهو شرط أساس لمثل هذا النمو.
وأشار الى الخطة التي قدمتها المانيا من ثماني نقاط، مشددا على ان السوريون أنفسهم من يجب ان يضعوا الخطط لسوريا، لكن المانيا تستطيع مساعدتهم في مجالات مثل العدالة الانتقالية، وذلك لخبرة المانيا في لجنة المفقودين والتحقيقات وجمع الكثير من الوثائق، كما أشار الى ما لألمانيا من تاريخ مع الديكتاتورية ونهاية النظام الاشتراكي في شرق ألمانيا.
استئناف العلاقات الدبلوماسية:
فيما يتعلق باستئناف العلاقات الدبلوماسية، أشار الى ان فتح السفارة أمر لا زال معقد جداً، من حيث الأمن وتنفيذ الخطوات مشيرا الى ان فتح سفارة بكامل قوتها مع عشرات الموظفين يعملون فيها، ليس فقط في السياسة، ولكن أيضاً في الشؤون الاقتصادية والقنصلية سيحتاج إلى بعض الوقت، مشيرا الى ان السؤال الحقيقي هو كيف نريد أن يكون هناك لمساعدة العملية السياسية؟ مؤكدا ان المانيا تقوم بزيارات واجراء المقابلات والحديث مع الجميع، وعبر عن رأيه بانه وبناء على ما سبق ليس مهماً توقيت فتح السفارة مؤكدا انه في النهاية سيتم افتتاحها.
كما شدد في حديثه ان العملية السياسية في سوريا هي عملية يقودها السوريون، ويجب أن يتخذ السوريون القرار بشأنها ويمكن لألمانيا أن تساعد بخبراتها، لكن في النهاية، يجب على كل بلد أن يقرر بنفسه أي نظام إدارة هو الأفضل له.
الدور التركي في سوريا:
وفي إطار رؤيته للدور التركي في سوريا أشار الى ان تركيا تلعب دوراً أساسياً في مستقبل سوريا وبأنه تم الاتفاق في عملية العقبة على أن سيادة سوريا مبدأ أساس، ومن ناحية أخرى لدى تركيا مصالح أمنية والحرب ضد الإرهاب مصلحة أمنية مشروعة، لكن لذلك حدوداً، وبأن هناك القانون الدولي والقانون الإنساني اللذان يحددان حدود مثل هذه الأنشطة، لذلك تطالب المانيا من جميع الأطراف تجنب التدخل وتحريف العملية السياسية الحالية في سوريا.
تحدث عن النقاشات مع جميع الأطراف، وأشار الى ان الجنرال مظلوم طرح بعض الأفكار المهمة على الطاولة وتحدث عنها بصراحة، بما في ذلك خروج جميع المقاتلين الأجانب، كما أشار الى ان حزب العمال الكردستاني منظمة مصنفة على أنها إرهابية ويجب أن تتوقف عن التدخل في الشؤون السورية، معبرا عن اعتقاده أنه من المهم أن يشكلوا (قوات سوريا الديمقراطية) مع المجموعات الأخرى مثل هيئة تحرير الشام وغيرها مؤسسة أمنية وطنية لسوريا.
شمال سوريا ووضع الكرد:
أشار الى ان لألمانيا تاريخ طويل في دعم كل الشمال، بما في ذلك شمال شرق وشمال غرب سوريا من خلال صندوق إعادة الثقة السوري، وقدمت المانيا من خلاله 360 مليوناً في مجالات مثل الزراعة وفرص العمل التي كانت ناجحة جداً في السنوات الماضية، كما أظهر ذلك الفرق بين النظام والآخرين؛ النظام لم يكن مستعداً للعمل مع المجتمع الدولي، لكن شمال الشرق وشمال الغرب كانا مستعدين للعمل، كما أشار الى ان هناك قضية أخرى وهي الحرب ضد داعش.
كما أكد على ان الأهم هو أن تجلس المجموعات الموجودة هناك الآن معاً وتشكل هيكلاً أمنياً مشتركاً يضم هيئة تحرير الشام وقوات سوريا الديمقراطية وبأن ألمانيا حريصة على المساعدة في توفير هذا الوضع المهم جداً للبنية الأمنية الوطنية، بحيث لا يشمل مقاتلي حزب العمال الكردستاني، بل يجب عليهم مغادرة البلاد، هذا واضح جداً.
وبخصوص الوضع في كوباني أشار الى ان وزيرة الخارجية الالمانية زارت أنقرة مؤخراً وناقش هذه القضايا السورية تحديداً مع نظيرها فيدان، وأشار الى ان القتال في هذا الوضع الحساس للغاية يمكن أن يؤدي إلى كارثة لذلك تطلب المانيا من تركيا المشاركة في عملية سلام وتحقيق هدفها الأمني في وقف الإرهاب من خلال الحوار مع المعنيين، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية والمجموعات الأخرى.
وأشار السيد شتيفان شنيك الى دعم الحوار الكردي – الكردي لأن بعض الأطراف لم يتم إدراجها في الهيكل الاجتماعي لشمال شرق سوريا، لذلك الأمر لا يتعلق فقط بـ PYD وENKS، بل يتعلق أيضاً بالمجموعات المستقلة الأخرى التي يجب أن يُسمع صوتها في هذه المحادثات، وتلعب فرنسا وأمريكا دوراً خاصاً لأن لديهما قوات عسكرية هناك. ألمانيا ليس لديها قوات، لذلك هناك اختلاف في طريقة مشاركته، فألمانيا تولي أهمية كبيرة لهذه العملية كما ذكر جميع الشركاء بأن الحوار الكردي – الكردي هو أساس المشاركة الناجحة في العملية السياسية الأوسع في سوريا.
رابط اللقاء:
https://www.rudawarabia.net/arabic/interview/28122024

