قامت مجلة الدبلوماسي بعمل لقاء صحفي مع السيدة أنيكا كلاسن ادريس المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الألمانية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وفيما يلي أهم ما جاء في اللقاء الذي قام به د. هشام عبد الملك:
قالت السيدة ادريس ان الزيارة التي قام بها الرئيس الألماني السيد فرانك شتاينماير مؤخرا للقاهرة كانت مهمة وناجحة وهي أول زيارة يقوم بها رئيس الماني الى مصر منذ خمسة وعشرين عاما وتأتي في ظل علاقات ثنائية طويلة الامد ومتنوعة بين البلدين وأضافت السيدة ادريس بأن المانيا تعمل بنشاط على مواصلة تعزيز العلاقات بين مصر وألمانيا وأضافت ان الوقت لم يفت بعد لوقف التفاقم الخطير للعنف المتزايد في المنطقة وان جميع المحاولات للاقتراب من وقف اطلاق النار الإنساني ستحظى بدعم الحكومة الألمانية مثمنة دور مصر في هذا الاطار.
كما اضافت ان زيارة فخامة الرئيس الألماني جاءت في ظل وضع متوتر في المنطقة وبالتالي كانت مواضيع النقاش على رأسها التنسيق الوثيق بين المانيا ومصر في القضايا الإقليمية مثل حرب غزة وليبيا بالإضافة للعلاقات الثنائية خاصة في مجال الاقتصاد والعلاقات الثقافية، وهنا استعرضت السيدة ادريس بعض النقاط في العلاقات الثنائية الألمانية المصرية مثل العلاقات التجارية والتي تعتبر مصر احد اهم الشركاء التجاريين لألمانيا وكذلك الجانب السياحي حيث يمثل الالمان اكبر مجموعة سياحية في مصر تصل الى مليون وتصف سائح الماني، كما اشارت الى ان مصر من اكبر الدول الشريكة لألمانيا في مجال التعاون الإنمائي وهي الشريك الأقوى في مجال التبادل الثقافي والتعليمي وعلوم الاثار والبحث العلمي مؤكدة ان الحضور الألماني في مصر يزيد عن المئة وخمسين عام.
كما اشارت الى ان المانيا تدعم الإصلاحات في مصر والتي تم البدء بها من اجل تحسين الإطار العام لظروف الشركات الألمانية والمستثمرين الالمان في مصر وقد ثمن الرئيس شتيانماير كل ذلك اثناء زيارته لمصر وقام بتبادل الأفكار مع فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ومع ممثلي الحكومة وقطاع رجال الاعمال والمجتمع المدني.
وأضافت ان المانيا تعمل بنشاط لتعزيز العلاقات الألمانية المصرية مؤكدة ان هناك العديد من المجالات الأخرى التي يمكن للبلدين تعزيز التعاون فيها مثل الطاقة المتجددة وسياسة المناخ وتجارة الهيدروجين الأخضر بالإضافة الى اهتمام المانيا الخاص بهجرة الكوادر المتخصصة ومصر شريك مهم في هذا الجانب.
ومن الناحية الاقتصادية اشارت السيدة ادريس الى ان مصر شريك مهم والحكومة الألمانية تدرس بالفعل إمكانية تحقيق زيادة قصوى لمستوى التجارة والاستثمار الذي يعتبر أساسا مرتفعا بشكل إيجابي حاليا، وفيما يخص القضايا الإقليمية اشارت السيدة ادريس الى ان الرئيس الألماني في القاهرة أشار الى ضرورة التوصل الى لوقف اطلاق نار في غزة والافراج عن المحتجزين وأشارت الى انه وبعد مرور عام فانه من المثير للقلق ان المعاناة في المنطقة لا تصل الى لنهايتها وان الهجمات مستمرة من قبل حزب الله وحماس كما اشارت الى حق إسرائيل في الدفاع عن النفس ضد هذه الهجمات وأضافت انه علينا ان لا نتجاهل ان الحكومة الإسرائيلية تتحمل مسؤولية حماية سكانها من الهجمات وفي الوقت نفسه ترى الحكومة الألمانية الوضع الكارثي للسكان في غزة والضفة الغربية ولبنان وعشرات الالاف من الضحايا لهذا الصراع وضرورة ان ينتهي هذا الصراع في اسرع وقت ولذلك تدعو المانيا الحكومة الإسرائيلية الى توفير افضل الحماية للمدنيين واتاحة الفرصة لتوفير المساعدات الإنسانية للسكان بما في ذلك شمال غزة.
كما اكدت على ان المانيا تعمل منذ فترة طويلة على وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وتدعو جميع الأطراف الى عدم التصعيد وان الحكومة الألمانية قد اكدت مرارا وتكرارا ان الوقت لم يفت بعد لوقف التفاقم الخطير للعنف المتزايد وان المانيا تقوم بالتنسيق مع شركائها الدوليين خاصة فيما يتعلق بإيصال المساعدات والمفاوضات بين أطراف النزاع وأكدت ان المانيا تدعم أي تقارب يفضي الى وقف إطلاق النار.
وأشارت في اللقاء الى الزيارات المتكررة لوزير الخارجية الألمانية الى المنطقة للاطلاع على الأوضاع بنفسها وللضغط في مناقشات الممثلين السياسيين من اجل انهاء القتال وهناك قلق الماني من تزايد التصعيد فالوضع ممكن ان يخرج عن السيطرة وبسرعة وأكدت التزام الحكومة الألمانية باحتواء التوترات المتزايدة في المنطقة بالطرق الدبلوماسية وعبرت عن تقدير المانيا للدور الإقليمي الهام لمصر والتي تعد وسيطا لا غنى عنه وعنصر استقرار في المنطقة وهذا ما أكد عليه الرئيس الألماني في اثناء زيارته لمصر.
وفيما يخص التصعيد في البحر الأحمر عبرت عن قلق المانيا الشديد من ان هجمات الحوثيين تتعارض مع القانون الدولي وتشكل خطرا حقيقيا على الشحن الدولي في البحر الأحمر وأيضا في خليج عدن وهي تعرض طرق التجارة العالمية الى الخطر والتهديد وبالتالي تهدد المصالح الألمانية والدولية وخاصة المصالح المصرية نظرا للدور الهام الذي تلعبه قناة السويس، مشيرة الى عملية Aspides التي تعبر عن اهتمام المانيا وأوروبا في الامن البحري لهذه المنطقة.
رابط اللقاء:

