قام وزير الدفاع الألماني السيد بوريس بيستوريوس بزيارة الى العراق تعكس الاهتمام الألماني بالتطورات في المنطقة، رافقه في الزيارة وفد يضم سياسيين من مختلف الأحزاب السياسية الألمانية، وقام وزير الدفاع باللقاء برئيس الوزراء العراقي دولة السيد شائع السوادني وفي اللقاء عبر السيد بيستوريوس عن تطلع بلاده إلى تطوير العلاقات الأمنية والعسكرية في مجال التدريب، وتوسيعها في مجالات أخرى، ووفق ما جرى الاتفاق عليه خلال زيارة السوداني إلى برلين العام الماضي مؤكداً أنّ العراق شريك بارز بالنسبة لألمانيا، المهتمة بالتعاون والتنسيق الثنائي معه في مختلف المجالات، ومن جانبه عبر دولة رئيس الوزراء العراقي عن اهتمام العراق بالعلاقات مع المانيا واشار بيان رسمي حول اللقاء انه تم بحث الأوضاع في سوريا والدور الأوروبي والدولي لتحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة سوريا وأمنها، وكذلك التأكيد على ضرورة عدم التدخل في الشأن السوري، وأنّ الشعب هو من يقرر مصير بلد.
كما أكد السيد السوداني استعداد العراق لتقديم المساعدة للسوريين في هذه المرحلة المفصلية، مشدداً على أهمية ضمان تمثيل كل مكونات الشعب السوري في النظام الجديد، بما يحقق تطلعات هذا الشعب الذي يستحق العيش بأمن وسلام.
وشهد اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين العراق وألمانيا، ومناقشة التعاون المشترك في مختلف المجالات، والإشارة إلى دور ألمانيا الداعم للعراق ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتحالف الدولي.
كما التقى وزير الدفاع الألماني رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني وتعهد في اللقاء بتقديم المزيد من الدعم ومن جانبه وشكر السيد بارزاني الجنود الألمان على التزامهم حيث يقدم الجيش الألماني المشورة لقوات اقليم كردستان العراق ويدعم تشغيل مركز طبي للبيشمركة.
من المهم الإشارة الى ان المانيا تشارك بعدد من الجنود في عملية العظم الصلب ضد داعش في كل من العراق والأردن، وقد قال السيد بيستوريوس في اثناء الزيارة ان أوروبا وألمانيا لا تستطيعان ولا ينبغي لهما القبول بأن تكونا مجرد متفرجتَين حيال التطورات في الشرق الأوسط، مشيراً في ذلك إلى أهمية المنطقة، موضحاً أن هذا قد يعني بالنسبة لألمانيا أيضاً التعاون مع الحكام الجدد في سوريا الجديدة، وذلك إذا استغلوا الفرصة المتاحة لهم الآن واستطاعوا ضمان بعض الهدوء الذي يمكن البناء عليه بعد ذلك.
كما تحدث بيستوريوس اثناء الزيارة بأن ألمانيا بحاجة إلى الانخراط بشكل أكبر في المنطقة وقال انه يجب ألَّا تنسحب المانيا بسبب سقوط الأسد في سوريا، مشيرا الى صعوبة توقع التطورات في المنطقة وفي سوريا تحديدا.
وقال وزير الدفاع الألماني ان الأشهر المقبلة ستتركز حول تصميم أشكال جديدة للتعاون الأمني في المنطقة؛ من أجل توضيح ان المانيا ايضا تتحمَّل مسؤوليةً وتريد الاستمرار في ذلك خاصة فيما يتعلق بسوريا.
تفقد الوزير قواته في الأردن والعراق حيث قام في بغداد بزيارة معسكر يونيون 3 العسكري الذي يتمتع بحماية مشددة، حيث يقيم نحو 50 جندياً ألمانياً، يعمل معظمهم مستشارين عسكريين في مؤسسات.
الزيارة تعكس الاهتمام الألماني بالتطورات الكبيرة في المنطقة وحالة عدم اليقين فيها والتي تشكل ” فرصا وتحديات” لألمانيا، وتعكس الزيارة أيضا والتي شملت عددا كبيرا من السياسيين حرص المانيا على لعب دور أكبر في المرحلة المقبلة في الشرق الأوسط.