أعلن السيد Olaf Scholz المستشار الالماني تعليق إجراءات المصادقة على عمل خط انابيب الغاز نورد ستريم 2 القادم من روسيا وذلك كرد فعل، كان الأقوى والأسرع عالميا، على التصعيد الروسي بالإعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك كدولتين مستقلتين.
خط الانابيب نورد ستريم 2 كان من المفترض ان يغذي المانيا وأوروبا بالغاز وكان سيضاعف من كمية الغاز الروسي التي تعتمد عليها أوروبا، ويمثل قرار المستشار الالماني السيد Scholz خطوة بالغة الأهمية اشادت بها الولايات المتحدة الامريكية ودول أوروبية لما لها من تأثير كبير على روسيا .
وفي المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه السيد Scholz هذا القرار، أدان التصعيد الروسي ووصفه بالخرق الكبير ليس فقط لإتفاقية مينسك بل للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وإعتداء سافر على وحدة وسلامة أراضي دولة مستقلة عضو في الأمم المتحدة، داعيا الرئيس الروسي Vladimir Putin الى التراجع عن قراره والعودة الى المسارات الدبلوماسية لحل هذه الإشكالية.
إلا ان هذه الخطوة الالمانية القوية والمؤثرة ازاء التصعيد الروسي، لم تغير من موقف المانيا حيال تزويد اوكرانيا بالإسلحة، حيث اعلن المستشار في نفس المؤتمر الصحفي ان الموقف الالماني لا زال ثابتا في عدم تزويد اوكرانيا بالسلاح مؤكدا ان الدور الالماني مستمر في الدعم الإقتصادي لاوكرانيا معبرا عن أهمية تعزيز مرونة الإقتصاد الالماني في هذه الفترة.
يتوقع المحللون ان المانيا واجهت ضغوطا كبيرة من الولايات المتحدة الامريكية لتوقيف عمل الانابيب، وهو ما اشار اليه ضمنا الرئيس الامريكي Joe Biden في كلمته يوم 22 فبراير 2022م حيث اشار الى ان امريكا عملت بصورة كبيرة مع المانيا على هذا القرار، ففي الأخير يمثل هذا القرار خسارة ايضا على المانيا وسيكون له تبعات وأثار ولذلك فإن الحكومة الالمانية وقبل التصعيد الروسي الأخير كانت تشير بإستمرار الى ان مشروع نورد ستريم 2 هو عمل تجاري ولا يجب ان يدخل في الاجراءات السياسية، الا انه ومن جانب اخر يرى الكثير من الألمان والأوروبين ان هذه الأزمة أكدت خطورة الإعتماد المتزايد على الغاز الروسي وضرورة تنويع مصادر التزود بالغاز في أوروبا، و الجدير بالذكر ان المشروع ومنذ فترة سابقة كان يلاقي معارضة أمريكية كبيرة وصلت في عهد الرئيس الامريكي السابق Donald Trump الى فرض عقوبات على الشركات العاملة فيه.
من جانبها قامت وزير الخارجية الالمانية Annalena Baerbock بإدانة اعتراف الرئيس الروسي بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ” كدولتين مستقلتين، واصفة هذا الإجراء بأنه إنتهاك صارخ للقانون الدولي وضربة قوية لجهود السلام والعمل الدبلوماسي لإحتواء الأزمة.كما اشارت إلى ان هذا الإعتراف يمثل انتهاك لسيادة اوكرانيا مؤكدة وقوف المانيا ودعمها لأوكرانيا داخل حدودها الدولية كما أكدت ان المانيا ستقوم بالرد على هذا التصعيد الروسي وأنها تتشاور مع الحلفاء حول هذا الرد.

خسائر روسيا: ، سيشكل هذا القرار خسارة كبيرة لروسيا بعد انفاقها 11 مليار دولار على اعداد خط الانابيب لتزويد المانيا ب 55 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، كما سيؤثر ذلك بالخسارة على استثمارات روسية اخرى، كما ان نورد ستريم 2 كان سيجعل من اوروبا تعتمد على روسيا في 55% من الغاز الذي تحتاج اليه سنويا، وهو ما كان سيحقق منافع سياسية كبيرة لروسيا.
خسائر المانيا: يأتي هذا القرار الالماني في وقت أغلقت فيه المانيا كافة المفاعلات النووية للحصول على الطاقة، وبالاضافة الى الإشكاليات السياسية كان مشروع نورد ستريم 2 يواجه بالأساس إشكاليات قانونية برفض الهيئة المنظمة لعمل الانابيب المصادقة على العمل بسبب ملكية شركة غاز بروم الروسية على 51% وهو ما نظر اليه على انه خطر على الأمن القومي الالماني، وبشكل رئيسي ستخسر المانيا مصدر رخيص للطاقة يحتاجه 26 مليون بيت بالإضافة المنشات الإقتصادية والخدمية.

